jeudi 16 août 2012

الاضطرابات النفسية تسبق الزواج !

husband-and-wife-making-listقام بكتابة المقال لموقع أطفال د. عاهد حسني إستشاري التحليل النفسي والعلاجي في مركز مستشفى الرشيد للطب النفسي والإدمان
قبل الحديث عن الاضطرابات النفسية أثناء فترة الحمل و ما بعد الولادة ، لابد من الحديث أولاً عن مرحلة ما قبل الزواج حيث أن نظرة الرجل أو المرأة و توقعاته أو توقعاتها ، ومعلوماتها عن الحياة بكافة جوانبها ومن ضمنها العاطفية والجنسية و الحمل و الولادة و غيرهاذا أهمية كبيرة في تحديد مدى الاستقرار النفسي للطرفين ، وبما أننا نتحدث عن الحمل والولادة يجب أن نعلم أنهما مرحلة جديدة لها تأثير كبير على المرأة أولاً وعلى محيطها ثانياً.
يتم الزواج بعد مسيرة حياتية ليست قصيرة و دوافع الزواج كثيرة لا مجال لذكرها هنا ، و لكن كيف ينظر و ماذا يتوقع كل طرف من الزواج ؟ وهل يعرف كل طرف (الزوج و الزوجة ) معنى التعايش مع طرف آخر نشأفي بيئة تختلف عن بيئته ، وبطباع وعادات تختلف عن طباعه وعاداته ؟و هل يعرف كل طرف كيفية اشباع حاجات الطرف الآخر؟و هل يعرف الرجل ماذا يعني أن المرأة تصبح حاملاً؟و هل يدرك ما هي التغيرات النفسية والجسميه التي تحصل أثناء الحمل و مابعد الولادة؟وماذا يعني مجيء مولود جديد للعائلة و ماهي مسؤوليات الزوج الجديدة ؟
هذه أسئلة مهم معرفتها وفهمها أساس لإستقرار المرأة النفسي والصحي ، وضمان حمل سليم وولادة سليمة وصحة متكاملة للأم ووليدها .ومن خلال الخبرة في العمل الطبي والنفسي، نجد أن نسبة لا بأس بها من الأزواج يحدث نوع من الاضطراب عندهم ، حيث يصبح الزوج إنفعالياً بعد حمل زوجته أو بعد ولادة الطفل.وهنالك تباين كبير بين زوج و آخر ، فنجد أحدهم لا يحتمل الحالة الجديدة مثل معاناة الزوجة من الوحام أو التغير في شكل الجسم أو شعوره بضعف الاهتمام، و زوج آخر يترك غرفة النوم المشتركة إلى غرفة أخرى لعدم تحمله بكاء الطفل و غيرها من الأمثلة الكثيرة، وهي سلوكيات تؤدي إلى احتمالية الإضطراب النفسي عند المرأة خلال الحمل أو بعده.
تعتبر الأمومة تتويجاً للأنوثة و دخولاً في مرحلة متقدمة من النضج ، كما أنها مرحلة متقدمة من النضج ، و مرحلة حاسمة في حياة المرأة و حياة أسرتها .إن حدوث الحمل يدفع المرأة للشعور بالسعادة و النجاح ، ولكن قد يحدث ما يعكر ذلك ، حيث قد يرافق الحمل احساس غامض مزيج من القلق والخوف ،و قد تصبح المرأة عرضة لانفعالات سريعة ، وتنتابها عواطف متناقضة اتجاه الطفل المرتقب ، فتكون فخورة و في أحيان أخرى  تشعر بميل للبكاء مع وساوس تتعلق بقدراتها كإم ، وتزداد حاجتها للإسناد ، إضافة إلى حدوث تغيرات كثيرة في الجسم و الرغبات.
ومن الأعراض التي قد ترافق الحمل:-- الشعور بالغثيان والميل للتقيؤ عند الصباح أو خلال النهار.- ضعف الشهية للطعام أو زيادتها- اشمئزاز فجائي من بعض الروائح- شعور بحموضة في المعدة- حاجة متزايدة للنوم - احساس غير طبيعي بالإمساك- شعور شبه مستمر للحاجة إلى التبول- احساس بالتعب - زيادة في شدة الانفعال و سرعة الغضب- احساس بانتفاخ عام في الجسم- تصلب الثديين و زيادة حجمهماو يخضع جسم الحامل إلى تغيرات مختلفة مع مرور الأيام ، ويشهد تبدلاً مرئياًوغير مرئي ، علماً أن هذه التغيرات غرضها توفير العناصر الأساسية لنمو الطفل وتكامله ، فمثلاً يحدث انتفاخ في الأوردة ، ويزداد عدد نبضات القلب من (10 – 15 ) نبضة في الدقيقة الواحدة ، وتحدث زيادة في الوزن بين ( 10 – 20 كغم ).
وتجد المرأة الحامل نفسها منزعجة بسبب ما يتطلبه الحمل من تغيرات في حياتها على صعيد الغذاء والنوم والعمل و طرق المعيشة ، وهي مضطرة وإن كانت لا تشكو من المشاكل الصحية إلى التكيف مع أساليب حياتية جديدة و إلى بذل جهود للعناية بجسمها و صحتها.علماً أن الحمل ليس تبدلاً في جسم المرأة و تغيراً في أسلوب حياتها فقط، وإنما هو تجربة شخصية فريدة من نوعها تلمس أحساسيها و مشاعرها و تؤثر في علاقتها مع الآخرينبضوء ما تقدم نرى أن الحمل تغيراً كبيراً في حياة المرأة و زوجها مما يتطلب من الطرفين و الزوج خاصة إدراك ذلك والعمل على ضمان صحة نفسية و جسمية و عائلية مستقرة تستند على التفهم والتعاطف والإسناد و الإيثار.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire